كثير من المقالات تتحدث عن كورونا وكيف كانت الحياة قبل وبعد كورونا وكيف أن هناك فئات تأمل أن تكون هذه الفترة فترة مؤقته وترجع الأمور لسابق عهدها , والفئة الأخرى هي المتطلعة للتغييرات التي أحدثها كورونا في كثير من الجوانب الحياتية .
بؤرة كورونا بدأت من الصين ومن ثم أنتقلت إلى إيران ومن بعدها إلى القارة الأوروبية ومن ثم إلى الولايات المتحدة الامريكية .
شركات ومؤسسات كثيرة توقفت أعمالها , تأثرت الأسواق العالمية , والمتأثرين الأكبر هم , الطيران , السياحة , قطاع السيارات والنفط , النفط كان له أثر إيجابي للصين بسبب إنخفاض سعره , وأيضا تأثر قطاع الأجهزة الإلكترونية بداية تفشي كورونا بسبب أنه أغلب المصانع موجودة في الصين وتوقفت عن العمل .
المستفيدين الأكبر في هذه الفترة هم : الشركات الصحية الصناعية ,Netflix وشركات التوصيل .
وهنا نأتي لنتخيل سلطنة عمان بعد هذه الأزمة , حيث أن الكثير حدث خلال هذه الأزمة من جوانب كثيرة منها توقف التعليم , وتقليل العمال في الشركات والمؤسسات للحد الأدنى , إيقاف بعض الأعمال مثل محلات الحلاقة وأيضا تناول الأطعمة داخل المطاعم , وتقليل الخروج من المنازل إلا للضرورة , وإيقاف الصلاة في المساجد أيضا ,وغيرها , كل هذا لتقليل إنتشار هذه الجائحة .
سلطنة عمان بعد كورونا ,بداية من التعليم , وهو من أهم القطاعات التنمية البشرية , سيتغير مفهوم التعليم وسيدخل فيه التعليم عن بعد , حيث أن هذا المسمى ليس بجديد , فهناك مؤسسات عالمية تعمل في هذا المجال مثل موقع Udacity وأيضا موقع Udemy وأيضا منصة عمانية ليست بالجديدة وهي منصة إدلال وغيرها , التعليم عن بعد مختلف عن التعليم الإعتيادي التلقيني , فالتعليم عن بعد يكون برغبة الشخص وليس إلزامي وأيضا من ناحية الإختبارات فالتعليم عن بعد يحتوي على نظام تقييمي مختلف حيث أنه يركز على الأنشطة البسيطة والمشاريع النهائية التي تبين مدى فهم الطالب للمادة , فالمؤسسات التعليمية سوف تقوم بالعمل على تحويل النظام التعليم جزئيا إلى التعليم عن بعد , حيث أن التقييم سيكون محل التطوير المستمر ليتم حل مشكلة التقييم التي كانت في النظام التعليمي التقليدي والتي تكون بوجود مراقب في فترة الإختبارات القصيرة والنهائية,وسيتم العمل بشأن هذا عن طريق الإبتكارات من الشباب العماني الواعد .
العمل عن بعد , ستتبنى الشركات آلية العمل عن بعد , بسبب فعاليتها بدل الإعتماد على الحضور البدني للشخص , وسيتم الإعتماد على الإنتاجية , سيزيد العمل , وسيكون العمل بالتناوب موجودا ومتاحا خاصة في ظل مرونة العمل عن بعد و ومما سيساهم أيضا في زيادة الوظائف , ستزيد الشركات الناشئة في ظل وجود تقنية العمل عن بعد وتقبله من المجتمع , حيث أنه سيقلل تكاليف من بينها وجود مبنى والذهاب للعمل , ستقل الإختناقات المرورية في الصباح .
حضور المؤتمرات الدولية عن بعد سوف يقلل من التكاليف لإجراء هذه المؤتمرات وتنظيمها ,وأيضا سيقلل التكاليف للشركات والمؤسسات في إرسال مبعوثيها لحضوره .
جانب التوصيل والتجارة الإلكترونية , تطور بشكل كبير , تسارعت الشركات بل والمحلات الصغيرة أيضا في البحث وإدراج منتجاتها في منصات تجارية لتسهيل عملية توصيل منتجاتها إلى المستهلكين , التوصيل صار مجاني وإيضا إلى جميع مناطق سلطنة عمان حيث أن عمان تتميز بتضاريسها المتنوعة وقلة تمركز السكان في جميع أنحاء السلطنة ومما كان من أكبر الصعوبات على شركات التوصيل , سيتم العمل على التوصيل للبضائع عن طريق الدرونز , ستكون السماء مليئة بهذه الطائرات الصغيرة , لتوصيل غرض معين , لفحص المرضى ,لفحص أشجار, للترويج وأيضا لتلقيح النخيل .
جانب الإبتكار , جانب الإبتكار كان موجودا في سلطنة عمان ,ولا زالت العقول الشبابية متطلعة للجديد ومساهمة في الإنتاج الإبتكاري في سلطنة عمان , من هذه الشركات , شركة إنوتك التي ساهمت في صناعة أدوات صحية للقطاع الصحي في سلطنة عمان للتصدي لهذه الجائحة , وأيضا لا ننسى الإهتمام الكبير من الصندوق العماني للتكنولوجيا OTF حيث أنه أستثمر في شركات ناشئة وإطلاقها في ظل هذه الأزمة ومما كان له الأثر الكبير في المجتمع , ومن هذه المشاريع منصة ثروة ومنصة اجتماعاتي ومنصة صحتك وغيرها في وقت قياسي جدا, وكل ذلك في مبادرة المليون ريال للتغلب على تحديات كورونا .
جانب اللوجستيات , أخيرا فتحت عمان مصراعيها للعالم والتصدير والإستيراد المباشر في ظل إنغلاق الدول على نفسها في ظل جائحة كورونا ,حيث ساهم في تشجيع رجال الاعمال المحليين في الإستفادة من هذه التسهيلات, نقلا من موقع أسياد أن "أسياد المجموعة اللوجيستية المتكاملة في الشرق الأوسط،كشفت أن الموانئ العمانية ترتبط مع 86 ميناءً تجاريًا في 40 دولة بواقع 200 رحلة أسبوعية مباشرة، بهدف تعزيز التصدير والاستيراد المباشر من مختلف دول العالم للسلع والبضائع وخاصة الخضراوات والفواكه واللحوم .
من جانب النظافة , في ظل هذه الأزمة الكثير من المطاعم إتبعت إجراءات إلزامية في النظافة ,ومما سيكون له الأثر الكبير مستقبلا في نظافة الطعام , وأيضا لا ننسى الدور الكبير للحكومة في التأكد من إتباع هذه الإجراءات من الجميع , عن طريق الهيئة العامة لحماية المستهلك , أيضا كانت هناك إبتكارات في مجال التعقيم من عدة جهات منها مصنع الإبتكار وأيضا عسكرية , حيث تم إنشاء جهاز كامل للتعقيم الشخصي من قبل النادي العلمي للجيش السلطاني .
أما من جانب الترفيه والسياحة , فتقنية الواقع الإفتراضي موجودة لتكون واحدة من وسائل السياحة الجديدة , حيث بإمكانك التجول في عالم إفتراضي وأنت في بيتك , بدون الحاجة إلى السفر إلى الدولة المقصودة أو كنت من أصحاب فوبيا الطيران .
وغيرها الكثير من الجوانب في "سلطنة عمان بعد كورونا" .